أخبار وطنية الأستاذ عميرة علية الصغير يوجه رسالة إلى رئيس الجمهورية بعنوان: "وضع تونس لا يحتمل الخطابات العاطفية"
نشر في 22 أكتوبر 2021 (16:26)
بقلم الأستاذ الجامعي والمؤرخ: علية عميرة الصغير
وضع تونس لا يحتمل الخطابات العاطفية
السيد الرئيس
ساندك غالب الشعب التونسي في وضع حد لحكم برلمان النهضة وتوابعها وكذلك الغاء حكومة المشيشي وبارك الغالبية كذلك تكوين حكومة السيدة بودن وبداية فتح ملفات الفساد، ولا نعتقد كذلك ان هنالك تونسيا يؤمن بسيادة وطنه لم يدعمك في اعلاء الصوت بان السيادة للشعب وان دولة مستقلة لا تقبل فرض اختيارات عليها لا من الأصدقاء ولا من غيرهم، لكن قرارات اخرى كنّا نترقبها، على الأقل نحن الذين خرجوا للاحتفال بقراراتك يوم 25 جويلية...
لم تتوجه بتحريك القضاء في تتبّع من أوصلوا البلاد لهذا الوضع المأساوي، أي حزب النهضة وتوابعه وكنت تقتصر الزمن لو حثثت لتطبيق القانون في التجاوزات الانتخابية وفي ملف السرقات ونهب المال العام من موازين الدولة ومما قدّم لتونس من اعانات وما اوقع فيه هذا التنظيم الاجرامي الدولة في حالة من التفكك والإفلاس وانعدام الامن و خاصة غرس الإرهاب و حتى تصديره، بل بالعكس عوّمت المسؤوليات وحملتها للجميع ووضعت الصالح مع الطالح والمجرم مع البريء في كفة واحدة.
مواقفك غير المدروسة وتراخيك في اتخاذ القرارات وصمّ أذنيك لنصائح ومقترحات الوطنيين من التونسيين منظمات واحزاب وشخصيات أعطت الفرصة للدول الأجنبية (الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة) للتدخل في شؤون تونس وارادة فرض رؤاها عليها وان كنا ندعمك في موقفك ان "لا عودة الى الوراء" و"لا اعادة النشاط لبرلمان الغنوشي" فاننا ندعوك أن تعجّل بتكليف لجنة مختصة تصوغ قانونا انتخابيا جديدا تطرحه للاستفتاء وتحديد موعدا قريبا لإنتخابات تشريعية سابقة لأوانها .
كذلك مهم أن نستمع لشباب تونس ، لكن شعب تونس ليس فيه الشباب فقط (وأي شباب تعنيه السيد الرئيس؟ شباب المقاهي او شباب الجامعات؟ او شباب الزطلة؟ )، ليكن الحوار جديا مع المنظمات الوطنية و مع النخب الوطنية أن كنت فعلا راغبا في الخروج بتونس من أزمتها و الاستجابة لملحّاتها في خلاص ديونها و ضمان الغذاء و الدواء لشعبها و اليائسين من وطنهم الشغل و الكرامة. الخطابات الجميلة تريح وتُنشي سامعيها لكن لا تغير الأوضاع بل تعكّرها.
ولكم سديد النظر.
المواطن عميره عليّه الصغيّر
